بحر الطويل

عدمتُ وفائي إن كتمتُ صنيعةً لكفيكَ عندي كيف تخفى وتكتمُ وهبتَ محيطاً جامع اللفظ معجماً

عدمتُكَ قلباً لا يجيب وقد دعا إلى العقل داعٍ بالهداية أسمعا إذا لجت الذكرى فما العذلُ نافعاً

أينفعني الحبُّ الجديدُ وصاحبي فؤادٌ كما شاء الزمانُ قديم وكيف لقلبي بالصبابة والهوى

تطالبني سلمى بأَني أُحِبها متى كان في الحب الفؤادُ مخيّرا فديتُكِ يا سلمى جمالك ساحرٌ

أفي كل يومٍ أنت ناشدُ غايةٍ يُظَنُّ بها مما تراوغك السحرُ حريصٌ عليها إن يُلمَّ بها البلى

إلهي تداركنا بلطفك وأشفنا من البؤس وارحم إننا بؤساء ترى قبل هذا الكون كنّا بآخرٍ

نعم مات في صدري حديثُ رجائه وأسلمني قلبي إلى بُرَحائه فإن كنتِ أزمعتِ القطيعَةَ فاِفعلي

جلستُ وجفني جارياتٌ سواكبه إليه أشاكيه السى وأعاتبه وأسأله عن سائلاتِ مدامعي

إذا اصفر وجه الشمس في الغرب وانتحى ظلامُ على الدنيا يمد رواقه وأقبل بدرُ الأفق أربدَ كالحاً

إذا ضجَّ في صدري الغرامُ وثارا حسبتُ ضلوعي قد علقنَ شرارا فعدتُ إلى الدمع المبرِّدِ لوعتي