بحر الطويل

نسوني فلا ألقى سلاماً ولا ردّا كأني أقمت اليوم دونهم سدّا تلاهَوا وألهَوا عن أخيهم أباهمُ

حملت إلى الإخوان يا برق تسليمي أتحمل رَدّاً فيه راحة مهمومِ وهل لي مكانٌ عنهمُ أستحقه

سلاماً من النفس الأبية ألقيهِ عليك وأغلى زائر من أحيِّيهِ تفقدْ قرى الإقليم واشهد ولاءه

سلاماً على الإخوان حلّوا بقريتي وفوداً بأوفى ذمة ويمينِ وسقياً لساعات هي الدهر كله

شكوت كما يشكو نوى الألف طائرُ ولمت وكم لام الأحبةَ شاعرُ وإني لمظلوم وما أنا ظالمٌ

بلغت المدى المأمول فيما تجاهدُ فهل وجد الأقران ما أنت واجدُ وهل كان ما مكنت إلا ممهداً

هدىً سرت لا عيناً منعتِ ولا أذنا أحاديثكِ الحسنى ومطلعك الأسنى ذكرت بك الزهراءَ وهي ظعينةٌ

أعد يا فتى الوادي مطافك في القرى فيومك فيه بعد أمسك عيدُ ولاق من الترحاب في كل جانب

وقالوا فضوليٌّ تعدَّى وما دروا بأن الفضوليَّ الدخيل غريمُ يرى حقه سلطانه وهو مدعٍ

بعثتُ إلى الراوي بشعري فهاله لشدة ما أرمي وكثرة ما أعني وخاف على القوم الرعود نذيرة