بحر الكامل

سَمِعَ الْخَلِيُّ تَأَوُّهِي فَتَلَفَّتَا وأَصَابَهُ عَجَبٌ فَقَالَ مَنِ الْفَتَى فَأَجَبْتُهُ إِنِّي امْرُؤٌ لَعِبَ الأَسَى

يَا هَاجِرِي ظُلْماً بِغَيْرِ خَطِيئَةٍ هَلْ لِي إِلَى الصَّفْحِ الْجَمِيلِ سَبِيلُ مَاذَا يَضُرُّكَ لَوْ سَمَحْتَ بِنَظْرَةٍ

لا تَرْكَنَنَّ إِلَى الِعَدُوِّ فَإِنَّهُ يَبْغِي سِقَاطَكَ بِالحَدِيثِ الْمُعْجِبِ كَالنَّارِ تَخْتَدِعُ الْفَراشَ بِحُسْنِهَا

إِنِّي إِذَا ما الْخِلُّ خَاسَ بِعَهْدِهِ بَعدَ الوِدادِ فَلَسْتُ مِنْ أَصْحَابِهِ وإِذَا عَتَبْتُ عَلَيْهِ ثُمَّتَ لَمْ يَعُدْ

قُمْ هَاتِها واللَّيْلُ مَالَ عَمُودُهُ لِلْغَرْبِ وانْتَشَرَتْ جُنُودُ الْمَغْرِبِ وَبَدَا الْهِلالُ عَلَى الأَصِيلِ كَأَنَّهُ

طَرِبَ الْفُؤادُ وكانَ غَيْرَ طَرُوبِ والْمَرْءُ رَهْنُ بَشاشَةٍ وَقُطُوبِ وَرَدَ الْبَشِيرُ فَقُلْتُ مِنْ سَرَفِ الْمُنَى

هَجَرَتْ ظَلُومُ وهَجْرُها صِلَةُ الأَسَى فَمَتَى تَجُودُ عَلَى الْمَتَيَّمِ بِاللُّقَى جَزِعَتْ لِراعِيَةِ الْمَشِيبِ وَما دَرَتْ

وَخَمِيلَةٍ بَكَرَتْ سَمَاوَةُ أَيْكِها تَحْمِي الْهَجِيرَ عَنِ النُّفُوسِ وَتَدْرَأُ تَسْتَنُّ فيها الرِّيحُ بَينَ مَنابِتٍ

غادِ النَّدَى بِالْجِيزَةِ الفَيْحَاءِ واحْدُ الصَّبُوحَ بِنَغْمَةِ الوَرْقَاءِ والْمَحْ بِطَرْفِكَ ما وَحَتْهُ يَدُ الصَّبا

عَبَّاسُ يا خَيْرَ المُلُوكِ عَدَالَةً وَأَجَلَّ مَنْ نَطَقَ امْرُؤٌ بِثَنَائِهِ أَوْلَيْتَنِي مِنْكَ الرِّضَا وجَلَوْتَ لِي