بحر الكامل

أَهِلالُ أَرْضٍ أَمْ هِلالُ سماءٍ شَمِلَ الزَّمَانَ وأَهْلَهُ بِضِيَاءِ بَدَرَتْ لَوامِعُ مِنْهُ شَقَّ وَمِيضُها

حَبَسَ اللِسانَ وَأَطلَقَ الدَمعا ناعٍ أَصَمَّ بِنَعيِكَ السَمعا لَكَ مِنَّةٌ قَد طَوَّقَت عُنُقي

صِلَةُ الْخَيَالِ عَلَى الْبِعَادِ لِقَاءُ لَوْ كانَ يَمْلِكُ عَيْنِيَ الإِغْفَاءُ يا هاجِري مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ في الْهَوَى

عيدٌ هُنا وَهُناكَ قامَ المَأتَمُ مَلِكٌ يَنوحُ وَتابِعٌ يَتَرَنَّمُ عَجَباً أَرى تِلكَ الدِماءَ فَهاهُنا

قَصرَ الدوبارَةِ ما لِلَيثِكَ رابِضاً وَالذِئبُ في قَصرِ الإِمارَةِ يَحجِلُ إِنّي سَمِعتُ بِعابِدينَ عُواءَهُ

بَينَ السَرائِرِ ضِنَّةً دَفَنوكِ أَم في المَحاجِرِ خُلسَةً خَبَئوكِ ما أَنتِ مِمَّن يَرتَضي هَذا الثَرى

بَدَأَ المَماتُ يَدِبُّ في أَترابي وَبَدَأتُ أَعرِفُ وَحشَةَ الأَحبابِ يا بابِلِيُّ فِداكَ إِلفُكَ في الصِبا

غابَ الأَديبُ أَديبُ مِصرٍ وَاِختَفى فَلتَبكِهِ الأَقلامُ أَو تَتَقَصَّفا لَهفي عَلى تِلكَ الأَنامِلِ في البِلى

لَعِبَ البِلى بِمُلاعِبِ الأَلبابِ وَمَحا بَشاشَةَ فَمِّكَ الخَلّابِ وَطَوى الرَدى عَمرَو الكِنانَةِ غافِلاً

لا مَرحَباً بِكَ أَيُّهَذا العامُ لَم يُرعَ عِندَكَ لِلأُساةِ ذِمامُ في مُستَهَلِّكَ رُعتَنا بِمَآتِمٍ