بحر الكامل

ويكادُ من كَرَمِ الطِّبَاعِ وَلِيدُهُم يَهَبُ المعاوِزَ لَيلَة الميلادِ وإذا امتَطَى مَهداً فليس يُنيمُهُ

كانت ليالينا قصُرنَ بوصلكُم حتى رماها هَجرُكم فأطالَها وإذا الدموعُ جَمَدنَ عند جَفَائكم

الحرُّ يَرسُبُ دائماً في ذِلَّةٍ فكأنهُ بالمكرمات مُثقَلُ والوَغدُ يَجُذ بهُ الهوانُ إلى العُلا

قالوا صَحَا قَلبُ المُحبِّ وما صَحَا ومحا العِذارُ سَنَا الحبيبِ وما محا ما ضَرَّهُ شَعرُ العِذَارِ وإنَّمَا

وإذا جَزِعتَ من الذي هو فَائِتٌ شَمِتَ العَدُوُّ ولم يَعُد مَا فَاتَا فالبس لباسَ الصبَّر عند مُلمَّةٍ

يا سَائِقَ الاظْعَانِ أَينَ تَسُوقُ ما بعدَ رامةَ مَنْزِلٌ مَومُوْقُ سَلِّمْ على الدِّمنِ التي لم يَعْفها

وكأَنَّه في حِجرها ولدٌ لها تحنو عليهِ عند كلِّ أَوانِ أَبداً تدغدِغُ بطنَه فاذا هفا

سَلَبتْ محاسُنكَ الغزالَ صفاتِه حتى تحيرَ كلُّ ظبيٍ فيكَا لكَ جيدُهُ ولحاظُهُ ونِفَارُهُ

لام العَذولُ على هواهُ وفنَّدا فأَعاد باللومِ الغرامَ كما بَدَا رَشأٌ قدِ اتخذَ الضلوعَ كناسَه

لمَّا وقفنا للوَداعِ وصارماً كنَّا نظُنُّ من النَّوى تحقيقَا نثروا على ورقِ الشقائقِ لؤلؤاً