بحر الكامل

عَجَباً لِطَيفِ خَيالِكِ المُتَجانِبِ وَلِقَلبِكِ المُستَعتِبِ المُتَغاضِبِ ما لي بِهَجرِكِ وَالبِلادُ عَريضَةٌ

هَجَرَ الصِبا وَأَنابَ وَهُوَ طَروبُ وَلَقَد يَكونُ وَما يَكادُ يُنيبُ دَرَجَت غَضارَتُهُ لِأَوَّلِ نَكبَةٍ

آثارُ أَطلالٍ بِرَومَةَ دُرَّسِ هِجنَ الصَبابَةَ وَاِستَثَرنَ مُعَرَّسي أَوحَت إِلى دِرَرِ الدُموعِ فَأَسبَلَت

لَولا سُيوفُ أَبي الزُبَيرِ وَخَيلُهُ نَشَرَ الوَليدُ بِسَيفِهِ الضَحّاكا رَضِيَت سُيوفُكَ عَنكَ يَومَ لَقيتَهُم

حُرٌّ تَعَبَّدَهُ اِصطِناعُكَ عِندَهُ وَالجودُ أَحرارُ الرِجالِ عَبيدُهُ

وَإِذا قَرَأتَ كَلامَهُ قَدَّرتَهُ سَحبانَ أَو يوفي عَلى سَحبانِ لَو كانَ شاهَدَهُ مَعَدٌّ خاطِباً

يا طَلْعَةً طَلَعَ الحِمَامُ عَلَيها وجَنَى لَها ثَمَرَ الرَّدَى بِيَدَيْها رَوّيْتُ مِنْ دَمِها الثّرى ولَطَالَما

خُذْ يا غلامُ عنانَ طَرْفِكَ فاثْنِهِ عَنّي فَقَدْ مَلَكَ الشَّمُولُ عناني سُكْرانِ سُكْرُ هوى وسكرُ مُدامَةٍ

لا متُّ قبلكِ بلْ أَحْيَا وأنتِ معاً ولا بقيتُ إلى يوم تموتينا لكنْ نعيشُ كما نَهوى ونأملُهُ

أَتَاني هَواها قبلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى فصادَفَ قَلْباً خَالياً فَتَمَكّنَا