بحر الكامل

ولقد مَرَرْتُ على المحدِّثِ مَرَّةً وإذا بحَضرَتِه ظِباءٌ رُتَّعُ وإذا ظِباءُ الأُنْسِ تَكتُبُ كُلَّ ما

إلفَ الخَيالِ أراكَ إلفاً شَاسِعا وَصَلَ الهُجوعَ وزارَ ركباً هاجِعا أهلاً بمُبتَسِمٍ تَغَيَّبَ آفلاً

غَنَّتْ تحاوِرُه بِطْرَفٍ أحوَرِ يومَ النَّوى وبِوَرْدِ خَذٍّ أحمرِ ونِظامِ ثَغْرٍ ما تهلَّلَ وَشْيُه

يا رُبَّ نائيةٍ كأنَّ ضِرامَها دانٍ إذا شِمناه بالأبصارِ خَفَقَتْ كما خفَقَتْ ذوائبُ رايَةٍ

أسعيدُ هل لكَ في زيارةِ مَنزلٍ تُثْنِي عليه جَوانحُ الزُّوَّارِ رَحْبٍ تُلاقي الجُدْرَ منه ينابعٌ

وبديعةٍ أضحَى الجمالُ شِعارَها صَبَغَ الحياءُ رِداءَها وإزارَها حلَّتْ نَسيمَ عِقالِها وتوشَّحَتْ

ما سَرَّهُ أن ذاعَ من أسرارِه ما غَيَّبَ الكِتمانُ في إضمارِه تأبى العبارةُ عن هواه فينبري

مَرِضَت جفونُك والحُتوفُ شِعارُها هنَّ السُّيوفُ شِفارُها أشفارُها جَاوَرْتَ من شِيَمِ الكَواعبِ في الهَوى

ما ضَرَّ ليلتَنا بسَفْحِ مُحَجِّرِ لو باعَدَتْ سَفَرَ الصَّباحِ المُسفِرِ باتَ العِناقُ يَهُزُّ من أعطافِنا

عُفْرُ الظَّباءِ لدَى الكثيبِ الأَعفَرِ سَفَحَتْ دموعُكَ يومَ سفحِ مُحَجَّرِ أقبلْتَ بين مُعَرَّضٍ بكَ مُعْرضٍ