بحر الكامل

يا دَهْرُ صافيتَ اللِّئامَ مُساعِدا لهُمُ وجانَبْتَ الكِرامَ مُعانِدا فغَدَوْتَ كالميزانِ يَرْفَعُ ناقِصاً

باليُمْنِ ما رفعَ الأميرُ وشيَّدا وبِجَدِّه النعماءُ ما قد جدَّدا قصرٌ أنافَ على القصورِ بحُلَّةٍ

فَرَّقتُ بينَ جفونه ورُقادِه وجمعْتُ بينَ غَرامِه وفُؤادِه وأبثُّ في ثِنْيَيْ حَشاه صَبابةً

عذَرَ العذولُ فراحَ فيكَ مُساعدا وغَدا الهَوى لهَوى المَشوقِ مُعاهِدا لَمَّا رأي للبَينِ وَجْداً طارفاً

وهواكَ لو كان المَلامُ صَلاحا ما زادَ قلبي لوعةً وجِراحا أحبِبْ إليَّ بليلةٍ أفنيتُها

نَفسيِ فِداؤُك كيفَ تصبِرُ طائعاً عن فِتيَةٍ مثلِ البُدورِ صِباحِ حَنَّتْ نفوسُهمُ إليك فأعلَنوا

ومجرّدٍ كالنَّصلِ أسلْمَ نفسَه لمجرَّدٍ يكسوه ما لا ينسُجُ ثوباً تمزِّقُهُ الأناملُ رِقَّةً

شِيَمُ الأميرِ وفَتْ لنا بعِداتِها فَجَرَتْ سحائبُ جُودِه لعُفاتِها لا تَعدَمُ العَلياءُ منه شَمائلاً

إني هُديتُ لنعمةٍ مكنونةٍ فأثَرتُها من تُربةٍ وصَفاةِ بئرٍ كأنّ رِشاءَها في مائِها

وسألتُ عنه فقيلَ مَاتَ لِمَا به قلبُ النَّدى لا شكَّ ماتَ لِما به وكأنَّما بَخُلَ الزَّمانُ على الوَرى