بحر الكامل

يا لَيلَةٌ نادمْتُ فيها عُصْبَةً مَن نادَموهُ بودِّهِمْ لم يَنْدَمِ بَزَلَ السُّقاُ دِنانَهُمْ فكأنَّما

ياذا الّذي ألْهاُ عاجِلُ لَهوِهِ عَن دَرسِهِ فحكى البَهائَم هائما اسِْهَدْ إذا ما كُنتَ تَبغي رِفْعَةً

عَجَباً لواحِدِ دَهرِهِ مِن كاتِبٍ مُستَكْمِلٍ حَدَّ اللّسانِ مُقَدَّمِ قد سّدَّ سِحرُ بَيَانِهِ وَبنانِهِ

بأبي معانِيكَ الوَسِيمةَ إنَّها لاقَتْ بأَلفاظٍ وَشَيْتَ وِسامِ فكأنَّهُنَّ كرائمٌ مَمهورَةٌ

يومٌ لهُ فضلٌ على الأيّامِ مزجَ السَّحابُ ضياءَهُ بظَلامِ والبَرقُ يخفِقُ مِثلَ قلبٍ تائِهٍ

الأرضُ إلاّ في ذَراكَ فَلاّ فإنْ بَوَّأْتُ آمالي ذَراكَ فَلا فَلا مَن كانَ يقلي الأرضَ إلاّ للعُلا

قلْ للّذي سَدَّ الثُّغورَ لأنَّها فيها شُرورٌ تُتَّقى وغَوائلُ أولى الثُّغورِ بأنْ يُخافُ ويُتَّقى

يا راحلاً أمسى يَزُم رِكابَهُ قَدْ زَمَّ صَبري فهوَ أوَّلُ راحِلِ اللهُ يعلَمُ أنَّني لِفِراقِكُمْ

يا صاعداً في جَوِّ طَيرٍ شامِخٍ عمّا قَليلٍ أنتَ أسفلُ سافِلِ آيَسْتَني وأرَحْتَني وكَفيْتَني

وإذا سموْتَ إلى المعالي فاخْتَرِطْ عَزماً كما عَزَمَ الرِّجالُ البُزَّلُ إنْ كنتَ ترضى بالدَّنِيَّةِ صاحِباً