بحر الكامل

نَعَبَ الغُرابُ فقُلْتُ أَكذَبُ طائرٍ إنْ لَمْ يُصَدّقهُ رُغاءُ بَعيرِ رِدُّ الجمالِ هُوَ المُحَقِّقُ لِلنَّوى

وإذَا جِيَادُ الخَيلِ ماطَلَها المَدى وتَقطَّعَتْ من شَأوِها المبْهُورِ خَلُّوا عِنَاني في الرِّهانِ ومَسِّحوا

قَلْبٌ بِلَوْعاتِ الهوَى مَعْمُودُ حَيٌّ كَمَيْتٍ حاضِرٌ مَفْقُودٌ مَا ذُقْتُ طَعْمَ المَوْتِ في كَأسِ الأسَى

بَليَتْ عِظامُكَ والأَسَى يَتَجَدَّدُ والصَّبرُ يَنْفَدُ والبُكا لا يَنْفَدُ يا غَائِباً لا يُرْتَجَى لإِيابِهِ

قَصَدَ المَنونُ لَهُ فَماتَ فَقيدا وَمَضى على صَرفِ الخُطوبِ حَمِيدا بِأبِي وَأُمِّي هَالِكاً أَفْرَدْتُهُ

سَيفٌ عَلَيهِ نِجادُ سَيْفٍ مِثْله في حَدِّهِ للْمُفْسدينَ صَلاحُ

الحقُّ أبلجُ واضحُ المنهاجِ والبدرُ يُشرِقُ في الظلامِ الداجي والسَّيفُ يعدلُ مَيلَ كلِّ مخالفٍ

كم سَوْسَنٍ لَطفَ الحياءُ بِلَونِهِ فَأصارَهُ وَرْداً على وَجْناتِهِ

أناحَتْ حَماماتُ اللِّوى أمْ تَغَنَّتِ فَأَبْدَتْ دَواعِي قَلْبِهِ مَا أَجَنَّتِ فَدَيْتُ الَّتي كانَتْ ولا شَيءَ غَيْرُها

جادتْ لكَ الدنيا بنعمةِ عيشِها وكفاكَ منها مثلُ زادِ الراكبِ