بحر الكامل

هِيَ سُلوَةٌ ذَهَبَت بِكُلِّ غَرامِ وَالحُبُّ نَهبُ تَطاوُلِ الأَيّامِ وَلَقَد نَضَحتُ مِنَ السُلُوِّ وَبَردِهِ

قَد يَبلُغُ الرَجُلُ الجَبانُ بِمالِهِ ما لَيسَ يَبلُغُهُ الشُجاعُ المُعدَمُ لا تَخدَعَن عَنهُ فَرُبَّ ضَريبَةٍ

وَسَمَتكَ حالِيَةُ الرَبيعِ المُرهِمُ وَسَقَتكَ ساقِيَةُ الغَمامِ المُرزِمِ وَغَدَت عَلَيكَ مِنَ الحَيا بِمُوَدِّعٍ

يا عاذِلانِ أَسَأتُما العَذلا لا مَرحَباً بِكُما وَلا أَهلا أَعَذَلتُما مَن لَم يَمَلَّ هَوىً

إِلّا يَكُن نَصلاً فَغِمدُ نُصولِ غالَتهُ أَحداثُ الزَمانِ بِغولِ أَو لا يَكُن بِأَبي شُبولٍ ضَيغَمٍ

جَمَحَت بِكَ الجاهاتُ في غُلَوائِها سَفَهاً فَغُصَّ مِنَ العِنانِ قَليلا وَاِحذَر لَواذِعَ قائِلٍ مُتَغَطرِفٍ

وَجَدَ القَريضُ إِلى العِتابِ سَبيلا فَثَنى مَعاذِرَكَ الوُعورَ سُهولا ما لي أُحَرِّكُ مِن وَفائِكَ ساكِناً

إِن لَم أُطِع هِمَماً وَأَعصِ عَواذِلاً قُلِبَت صَوامِتُها عَلَيَّ مَقاوِلا وَأُجيعُ أَعياساً وَأُشبِعُ صارِماً

لا تَحسَبيهِ وَإِن أَسَأتِ بِهِ يُرضي الوُشاةَ وَيَقبَلُ العَذَلا لَو كُنتِ أَنتِ وَأَنتِ مُهجَتُهُ

غَيري عَنِ الوِدِّ الصَريحِ يَحولُ عُمرَ الزَمانِ وَغَيرُكَ المَملولُ أَتَظُنُّ أَنّي بِالقَطيعَةِ راغِبٌ