بحر الكامل

أُنزِلتُ مِن لَيلٍ كَظِلِّ حَصاةِ لَيلاً كَظِلِّ الرُمحِ وَهوَ مُؤاتِ وَتُحارِبُ الإِنسانَ عِدَّةُ عَقلِهِ

وَمُدامَةٍ يَكسو الزُجاجَ شُعاعُها كَالخَيطِ مِن ذَهَبٍ إِذا ما سُلَّتِ حُبِسَت وَلَم تَرَ غَيرَها في دَنِّها

يا قَلبِ وَيحَكَ خُنتَني وَفَعَلتَها وَحَلَلتَ عُقدَةَ تَوبَتي وَنَقَضتَها يا عَينِ مِنكِ بَلِيَّتي شاهَدتُها

ريمٌ يَتيهُ بِحُسنِ صورَتِهِ عَبَثَ الفُتورُ بِلَحظِ مُقلَتِهِ وَكَأَنَّ عَقرَبَ صُدغِهِ وَقَفَت

نَطَقَت مَناطِقُ خَصرِهِ بِصِفاتِهِ وَاِهتَزَّ غُصنُ البانِ مِن حَرَكاتِه وَدُهيتُ مِن خَطِّ العِذارِ بِخَدِّهِ

ماتَ الهَوى مِنّي وَضاعَ شَبابي وَقَضَيتُ مِن لَذّاتِهِ آرابي وَإِذا أَرَدتُ تَصابِياً في مَجلِسٍ

بَكَرَت تُعيرُ الأَرضَ لَونَ شَبابِها رَحبَيَّةٌ مَحمودَةُ التَسكابِ نَشَرَت أَوائِلَها حَياً فَكَأَنَّهُ

نَطَقَ اللِئامُ فَمَن يَقولُ وَمَن سُبحانَكَ اللَهُمَّ يا رَبِّ حَتّى وَحَتّى لَستُ أَذكُرُهُم

يا رُبَّ إِخوانٍ صَحِبتُهُمُ لا يَملِكونَ لِسَلوَةٍ قَلبا لَو تَستَطيعُ نُفوسُهُم فَقَدَت

سُقِياً لِمَنزِلَةِ الحِمى وَكَثيبِها إِذ لا أَرى زَمَناً كَأَزماني بِها ما أَعرِفُ اللَذاتِ إِلّا ذاكِراً