بحر الكامل

ما كُنتُ إِذ طَلَبَت يَدايَ بِكَ الغِنى إِلّا كَطالِبِ خُطبَةٍ مِن أَخرَسِ وَالمَجدُ يُفسِدُهُ اللَئيمُ بِلُؤمِهِ

تَمَّت مَقابِحُ وَجهِهِ فَكَأَنَّهُ طَلَلٌ تَحَمَّلَ ساكِنوهُ فَأَوحَشا لَو كانَ لِاِستِكَ ضيقُ صَدرِكَ أَو لِصَد

أَسَرَ المُؤَذِّنَ صالِحٌ وَضُيوفُهُ أَسرَ الكَمِيِّ هَفا خِلالَ الماقِطِ بَعَثوا عَلَيهِ بَنيهِمُ وَبَناتِهِم

إِن زُرتَهُ أَلفَيتَهُ مُتَبَذِّلاً رَطبَ النَدى عَشِبَ الجَنابِ مَريعا مُتَثاقِلاً عَمّا يَسوءُ صَديقَهُ

لا يَقبَلونَ الشُكرَ ما لَم يُنعِموا نِعَماً يَكونُ لَها الثَناءُ تَبيعا

أَمسى يُحَدِّثُني فَقُلتُ لِصاحِبي أَمُحَدِّثٌ أَم مُحدِثٌ مِن فيهِ يا وَيحَ رَيحانٍ نُحَيِّيهِ بِهِ

يا رَبِّ أَبقِ وَلِيَّ دَولَةِ هاشِمٍ وَاِجعَل عَلَيهِ مِنَ المَكارِهِ واقِيا مِن أَينَ مِثلُكَ لا أَراهُ باقِياً

وَقَفَ الشَبابُ وَأَنتَ تابِعُ غَيِّهِ لا تَرعَوي لِنَذيرِ شَيبٍ قَد نَهى يا جَهلَ قَلبٍ مِنكَ عُطِّلَ حِلمُهُ

إِصبِر لَعَلَّكَ عَن قَليلٍ بالِغٌ بِتَفَضُّلِ الوَهّابِ وَالإِحسانِ فَرَجاً يُضيءُ لَكَ اِنفِتاقُ صَباحِهِ

يا رُبَّ بَيتٍ زُرتُهُ فَكَأَنَّما قَد ضَمَّني مِن ضيقِهِ سِجنُ لَم يُحسِنِ الرُمّانُ جَمعَ أَحِبَّةٍ