بحر الكامل

بُخلاً بِهَذا الدَهرِ لَستُ أَراكِ وَإِذا سَلا أَحَدٌ فَلَستُ كَذاكِ غادَرتِ ذا سَقمٍ بِحُبُّكِ مُدنَفاً

كَم حاسِدٍ حَنِقٍ عَلَيَّ بِلا جُرمٍ فَلَم يَضِرُّني الحَنَقُ مُتَضاحِكٍ نَحوي كَما ضَحِكَت

هَذا الفُراقُ وَكُنتُ أَفرَقُهُ قَد قُرِّبَت لِلبَينِ أَينُقُهُ وَأَكُفُّ دَمعَ العَينِ مِن حَذَرٍ

قَرُبَ الحَبيبُ إِلى المُحِبِّ الوامِقِ مِن بَعدِ ما فَتَكَ الفُراقُ بِعاشِقِ فَالآنَ قَد لَوَتِ النَوى أَعناقَها

ما بالُ قَلبِكَ لا يَقَرُّ خُفوقاً وَأَراكَ تَرعى النِسرَ وَالعُيّوقا وَجُفونُ عَينِكَ قَد نَثَرنَ مِنَ البُكا

بِفَناءِ مَكَّةَ لِلحَجيجِ مَواسِمٌ وَالياسِريَّةُ مَوسِمُ العُشّاقِ ما زِلتُ أَنتَقِدُ الوُجوهَ بِنَظرَتي

وَمُتَيَّمٍ جَرَحَ الفُراقُ فُؤادَهُ فَالدَمعُ مِن أَجفانِهِ يَتَدَفَّقُ بَهَرَتهُ ساعَةُ فِرقَةٍ فَكَأَنَّما

لَجَّ الفِراقُ فَوَيحَ مَن عَشِقا ما الدَمعُ إِلّا لِلنَوى خُلِقا أَرَأَيتَ لَحظَتَها وَما صَنَعَت

يا مَن أَراهُ لَجَّ في طَيَرانِهِ أَخطِر بِبالِكَ إِن عَقَلتَ وُقوفا وَإِذا ذَكَرتَ وَكِدتَ فَاِذكُر أَنَّهُ

قَطَّعتُهُ يَوماً وَلَيسَ يُطيعُهُ هَيهاتَ إِنَّ قَناتَهُ لَم تُمضَغِ ظَلَّت تُخَوِّفُني لِقاءَ مَنيَّتي