بحر الكامل

بَيضاءُ إِن لَبِسَت بَياضاً خِلتَها كَالياسِمينَ مُنَضَّداً في مَجلِسِ وَإِذا بَدَت في حُمرَةٍ فَكَأَنَّها

كَم لَيلَةٍ مَحمودَةٍ أَحيَيتُها جاءَت بِأَسعَدِ طائِرٍ لَم يَنحَسِ بَيضاءَ مُقمِرَةٍ لَقيها صُبحُها

يا حُسنَ أَحمَدَ غادِياً أَمسِ بِمُدامَةٍ صَفراءَ كَالوَرسِ وَالصُبحُ حَيٌّ في مَشارِقِهِ

يا دارُ أَينَ ظِباؤُكِ اللُعسُ قَد كانَ لي في إِنسِها أُنسُ أَينَ البُدورُ عَلى غُصونِ نَقا

هَل حَدَّثَتكَ النَفسُ فيما قَد تَرى فَلَرُبَّما صَدَقَت أَماني الأَنفُسِ يَسقيكَ فَضلَةَ كَأسِهِ مِن كَفِّهِ

صَدَّت شُرَيرُ وَأَزمَعَت هَجري وَصَغَت ضَمائِرُها إِلى الغَدرِ قالَت كَبِرتَ وَشِبتَ قُلتُ لَها

كَم قَد قَطَعتُ إِلَيكَ مِن دَيمومَةٍ نُطَفُ المِياهِ بِها سَوادُ الناظِرِ في لَيلَةٍ فيها السَماءُ مُرِزَّةٌ

يا لَيلَةً نَسِيَ الزَمانُ بِها أَحداثَهُ كوني بِلا فَجرِ راحَ الثَمانُ بِبَدرِها وَوَشَت

هَذا الحِمارُ مِنَ الحَميرِ حِمارُ ناحَت عَلَيهِ حَليَّةٌ وَعِذارُ فَكَأَنَّما الحَرَكاتُ مِنهُ سَواكِنٌ

إِن كُنتَ قَد بُلِّغتَ عَنّي سُبَّةً فَالذَنبُ فيهِ لِلعَدوِّ المُفتَري أَو خَيَّلو لَكَ أَنَّ عَهدي أَبتَرٌ