بحر الكامل

لو كنت ساعة بيننا ما بيننا فشهدت حين نكرّر التوديعا أيقنت أن من الدموع محدّثا

ومفارق ودّعت عند فراقه ودّعت صبري عنه في توديعه ورأيت منه مثل لؤلؤ عقده

في أي جارحة أصون أحبّتي إذ كان صونهم عليّ حقيقا إن قلت في نظري أخاف عليهم

أهل العراق هنتكم من جنة برد المقيل بها وطاب المسكن تلقون فيها ما تشاء نفوسكم

جمر الغضا في حره ولهيبه في قلبه من كربه ووجيبه وصلت مفارقة الحبيب أنينه

لو كنت أصدق في الصبابة والجوى ما كنت فيمن قد مضى وبقيت إنّي لأستحيي الوفاء وأهله

بكّر على غيمٍ أتاكَ مجدّداً طلعت عليك نجومهُ بالأسعدِ وبعَقبِ ليلٍ ثرَّةٍ أخلافُهُ

وإذا جدِدتَ فكلُّ شيءٍ نافعٌ وإذا حددتَ فكلُّ شيءٍ ضائرُ وإذا أتاك مهلبيٌّ في الوغى

فإذا غنيتُ فكلّهم لي خاتِلٌ وإذا افتقرتُ فكلّهم لي جافي

وخصصتني بزيارةٍ أضحى لها مجدي بها طولَ الزمانِ مؤثّلُ وقضيبُ ديني وهو دينٌ وافرٌ