بحر الكامل

يا شُهبُ إِنَّكِ في السَماءِ قَديمَةٌ وَأَشَرتِ لِلحُكَماءِ كُلَّ مُشارِ أَخبَرتِ عَن مَوتٍ يَكونُ مُنَجِّماً

كَيفَ الرَباحُ وَقَد تَأَلّى رَبُّنا بِالعَصرِ إِنَّ المَرءَ حِلفُ خَسارِ وَتَقاسُمُ الأَيّامِ مَن مَرَّت بِهِ

يا أُمَّ دَفرٍ إِنَّما أَكرِمتِ عَن أَمَهٍ وَحَقُّكِ أَن يُقالَ دَفارِ وَإِذا اِلتَثَمتِ ظُنِنتِ ذاتَ نَضارَةٍ

الدَهرُ يَصمُتُ وَهوَ أَبلَغُ ناطِقٍ مِن موجِزٍ نَدُسٍ وَمِن ثَرثارِ يَمشي عَلى قَدَمَينِ مِن ظَلمائِهِ

المَرءُ يَأبُرُ خِسَّةً في طَبعِهِ وَلَرُبَّ صاحِبِ مُنصُلٍ أَبّارِ وَالحُرُّ في أَوطانِهِ مُتَغَرِّبٌ

يا رَبِّ لا أَدعوا لَميسَ كَما دَعا أَوسٌ وَلا دَعوى زُهَيرٍ حارِ وَالنَفسُ لاجِأَةٌ إِلى جَسَدٍ لَها

أُفنوا الذَخائِرَ فَالقَضاءُ مُجَهِّزٌ أَجنادَهُ لِخَبيئَةِ المِذخارِ لا تَسخَرَنَّ فَما الزَمانُ وَأَهلُهُ

الوَغدُ يَجعَلُ ما أُنيلَ غَنيمَةً وَيُغَيِّرُ في الأَطماعِ كُلَّ مَغارِ وَالحُرُّ يُجزي بِالصَنيعَةِ مُسدِياً

الدَهرُ إِن يَنصُركَ يَنصُر بَعدها ذا إِحنَةٍ فَيَحورُ كُلَّ مَحارِ وَهَواجِرُ الأَيّامِ يَسلُبُ حَرُّها

صَلِّ القَبائِلُ بِالفَخارِ وَإِنَّما خُلِقوا مِنَ الصَلصالِ كَالفَخّارِ وَسَيوجِدُ الغُدرِيُّ عَظماً ناخِراً