بحر الكامل

زُرِعَ السّهاد بِمُقلَتي في حبِّهِ فَرَعَتهُ عَيني وَاِرتَضت بِفَنائِها وَلِأَجلِ أَن يَبقى عُيوني قَد غَدَت

بِالوَصلِ جُدْ فَأَنا المُحبُّ المُخلِصُ ما إِن لَهُ مِن أَسر حبّك مخلصُ كَيفَ الخَلاصُ مِنَ الغَرامِ وَإِنّه

دَمعي جَرى مِثل الدّماءِ فَقَال لي ما هَذِهِ وَعَليَّ إِذ ذاكَ اِختَشى فَأَجبت تِلكَ سِهامُ جَفنِكَ في الحَشا

حُلو الشّمائِلِ ذو المَحاسِنِ وَجهُهُ نورُ الجَمالِ عَليهِ أَبدى رَونَقَهْ مُذ قُلت صِلني فَالغرامُ أَذابَني

شَاموا اِحمِرارَ عُيونِهِ إِذْ شامَني سَأَلوا أَذَا رَمدٌ سؤالَ توهُّمِ فَأَجَبتهم جرح الفُؤاد بِسَيفِها

لَمّا تَبَخَّرَ ذو الجَمالِ بِعَنبَر وَقَفَ الدّخان لَدى الجَبينِ الأَزهَرِ ظَنّوا عِذاراً قلت لا لَكِنَّ ما

بِإِجازَةٍ غَرّاء قَد شُرِّفت مِن شَيخي الجَليلِ الماجِدِ الشَّهمِ السَّري شَيخ الطَّريقَةِ وَالحَقيقَةِ شَمسُها

برقت مَحاسِنُ وَجهِها وَسَرى بِهِ ماءَ المَحاسِنِ فَاِختَفَت بِخبائِها فَأَتيتها وَالعينُ قَد ظَمِئَت إِلى

عَجَباً لِأَهيَفَ لا عَدِمتُ وِصالَهُ وَكَذا اِلتِقاطي مِن جَواهِرِ لَفظِهِ ما إِن أَرى ماءَ الحَياةِ بِثَغرِهِ

لَمّا نَظرت لَهُ وَقُلت مُعاتِباً أَفنيت رُوحي في الهَوى بِبعادِها صَبَغَ الحَياءُ خُدودَهُ حُمراً وَقَد