بحر الكامل

غَلطَ الحَبيبُ فَزارَني في لَيلَةٍ وَعَلى العَفافِ لَهُ اِعتَنقت وَلي اِعتَنق حَتّى تَبَدّى الفَجرُ مُبتَسِماً لَنا

بي وَجهُهُ كَالبدرِ يَزهو نورُه عَلِقت بِهِ ذاتُ الجَبينِ الأَزهَرِ أَخَذَت بِكفّيها لِلَثم وَجهِهِ

في وَجهِهِ دامَ العذارُ وَحُسنهُ أَخذَ الجَمال عَنِ الكمالِ وَسَلسلهْ قِنديلُ ياقوتٍ أَضاءَ مَحاسِناً

أَرْخَتْ ذَوائِبها تَموجُ وَراءَها لِلأرضِ إِعجاباً عَلى أَترابِها فَاِحفَظ حَشاكَ مِنَ الذَّوائِبِ إِنَّها

إِنّ الكَريمَ إِذا مَدحتَ خِصالَهُ فَمِنَ الحَياءِ يودّ أَنْ لم يمدحِ أَمّا اللّئيمُ إِذا ذَممتَ خِصالَهُ

الشّيبُ شَمسٌ بَيَّضت بِشُعاعها آفاقَ وَجهي وَالشّباب قَدِ اِنقَضى وَالشّمسُ هَذا شَأنُها إِن أَسفَرَت

يا مُقرِفاً في الأَكلِ حينَ يُريدُهُ ما كانَ بَينَ النّاسِ بِالإِنسانِ مَنْ شأنُهُ شَمُّ الطّعامِ بِأَنفِهِ

ما كُنتُ أَجحَدُ نِعمةً أُولِيتُها إِنكارُها عِندي مِنَ الكُفرانِ لَيسَ الكَريمُ بِجاحِدٍ مِن نِعمَةٍ

عَليكَ بِما يُثنَى عَليك بِهِ وَما تَدومُ بِهِ ذِكراكَ بِالخَيرِ في الدَّهرِ فَإِنْ مِتَّ فَالأَحياءُ تَذكُر بَينَهم

قَد مَرَّ بي وَأَنا المُولَّع حبُّهُ بِالرّوحِ جُدتُ فَلَم يَقُل يا حَينَكا بَل قالَ لي مَن أَنتَ مغمضَ عَينِهِ