بحر الكامل

يا حُسنَ قبَّةِ بِركَةٍ قَد أُنشِئتْ مِن فَوقِها تَسمو وَنِعمَ المُنشأُ فَكَأنَّها قَصرٌ مَشيدٌ قَد سَما

أَسلَبتَ عَقلاً في هَوَى الحَسناءِ أَفنَيتَ جِسماً قَبلَ حَينِ فناءِ إِنْ وَصلَها تَبغي بِدونِ خَفاءِ

بَجَمالِهِ خَطَفَ العُقولَ وَأَدهَشا خَجل البُدورَ فلَم تَبُحْ وَقتَ العشا هَتَكَ الشّموسَ بِحُسنِهِ مُنذُ اِنتَشى

وَلَئِن عَزَمتَ على الذّهابِ لِبَلدَةٍ في بابِها كُلُّ الضّياغِمِ تَخضعُ أَبشِر بِأَنّك لِلسّلامَةِ صاحِبٌ

حَمَّلْتني مِنَناً عَجزتُ وَلي قُوى عَن أَن أَقومُ بِشُكرِها المَفروضِ وَلِسانُ نَثري لَو يَطولُ فَقاصِرٌ

كَسبَ السّيادَةَ بِالمُروءَةِ وَالتّقى ما بِالدنانيرِ اِعتِلاءُ الشّانِ فَأَخو الغَباوةِ لِلدراهِمِ عابِدٌ

حَسْبُ المَعالي أَنّها يَبدو لَها فيكَ الفَخارُ وَفيكَ أَن تَتَشرّفا إِنّ المَفاخِرَ تَصطَفيكَ لِنَفسِها

وَجِّه خُيولَ العَزمِ علّكَ تسعدُ وسُقِ المطايا حيث يافا المقصدُ وَاِركَب على طِرفٍ أغرَّ مضمَّرٍ

يا حُسنَ مَروحةٍ بديعٍ نظمُها بيضاءَ زاهيةٍ تجِلُّ لدينا وَالرّيشُ يَحمِلُهُ الهَواءُ وَهَذِهِ

ما لِلحَمائِمِ لا تَكادُ تطيرُ ما للأراضي بالأنام تَمورُ ما لِلجبالِ الشّامِخاتِ تَدكْدَكَت