بحر الكامل

وَشَقيقَةٍ في كَفِّ أَهيَفَ قُلِّبَت فَغدَا المُتيَّمُ خالِياً عن لُبّهِ فَكأَنّها خَدُّ الحَبيبِ وَصبه

اِخضَرَّ شارِبُهُ وَريقَتُه غَدت تُحيي لِشارِبها بقَرْقَفِها العَطِرْ لَو لَم يَكُنْ ماءُ الحَياةِ بِثَغرهِ

وَضَعَ اللآلِئَ فَوقَ أسِّ عِذارِه فغدَت كحَبِّ الآسِ عندَ الناس وَتَقاطَرت عَرقاً على وَجَناتِهِ

وَقَد قيلَ لي صِفْ ماءَ حَبِّ الآسِ في وَصفٍ بِهِ يَبدو اِنشِراحُ الخاطِرِ فَأَجبتُهم في نَفعِهِ مَعَ لُطفِهِ

عَقلي بِهِ لَعِبَ العِذارُ الآسي وَلَمى الحَبيبِ لِجُرحِ قلبي آسي يا مَن فتنتَ وَأَنتَ ظبيُ كُناسِ

أَنا في المَحَبَّةِ قَد أَطَبت غِراسي وَبِها البُعادُ لَقَد أَضاعَ حَواسي يا مَن لَماهُ يَفوقُ بِنتَ الكاسِ

فَوَبدرِ غُرّتهِ وشمسِ جبينِهِ وَلَظى الخُدودِ وجنّةِ الوجناتِ لَو لَم أذُقْ ماءَ الحَياةِ تَرشُّفاً

نبَتَ العِذارُ بِوَجهِهِ من مائِهِ فَزَها النّباتُ بِخَدِّهِ معَ نارِهِ وَبِوَجهِهِ تَمَّ الجمالُ فَلَم يَكُنْ

لمّا تَعذّرَ قال لي كلّ الحِمى أَإِلى صَحيفةِ وَجنتَيّ نسختَهُ وأشارَ لي أرِّخْ عِذاري طالعاً

ظَلموهُ في تَشبيهِهِم شَمسَ الضّحَى بِخُدُودِهِ الحُسنى فَآذوا عاشِقَه ما أَنصَفوهُ لِغَفلَةٍ صَدَرت لَهُم