بحر الكامل

سَأَلتُ النَدى هَل أَنتَ فَقال لا تَظُنُّ بِأَنّي غَيرَ حُرٍّ وَماجِدِ لِيَ المِنَّةُ الكُبرى عَلى الناسِ كُلِّهِم

إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حورٌ وَتِلكَ أَعيُنُ مَن نَهوي وَتَهوانا سُيوفُ أَلحاظِها في الجَفنِ مُغمَدَةً

قالَ العَذولُ قَد اِعتَدَيتَ بِنَظرَةٍ قَد خَمَشَت وَردَ الخُدودِ النادي قُلتُ اِكتَشِف قَلبي وَوَقعَ سِهامِهِ

قالوا تَعَدَّيتَ الحُدودَ بِنَظرَةٍ قَد خَمَشَت وَردَ الخُدودِ النادي قُلتُ اِنظُر قَلبي وَوَقِّع لِحاظَهُ

قَد تَوَلّى الشَبابَ نَبكيهِ بِالقَل بِ وِبِالعَينِ سائِرَ الأَيّامِ وَعَدِمنتا وَعَزَّ ما قَد عَدِمنا

وَالكَذبُ في بَعضِ الأُمورِ مُحَبَّبٌ مَنَعا لِضُرٍّ أَو لِنَبلٍ مُباحُ وَالصِدقُ مِن سُفُنِ النَجاةِ حَقيقَةٌ

يا مَن بِطولِ الهَجرِ أَصبَحَ غادِري حَتّى رَثى اللاحي وَأَمسى عاذِري أِبذا الدَلالَ تَظُنُّ صَرفَ نَواظِري

لاموا عَلى صَبيِ الدُموعِ كَأَنَّهُم ظَنّوا المَلامَ وَسيلَةً لِرُجوعي وَأَتوا رِياءَ مُقسِمينَ بِأَنَّهُم

حُسنٌ لِنُطقِكَ بادِئاً وَمُجاوِباً وَلِكُلِّ فَظٍّ في المَقالِ تَمَلَّقِ وَاِحذَر بَلاءً يَبتَليكَ بِلَفظَةٍ

شَهرَ الصِيامِ بِشُكرِ أَنعُمِكَ اِنقَضى وَالعودُ أَحمَدٌ وَالهَنا يَتَجَدَّدُ وَالعيدُ أَقبَلَ ضاحِكاً مُستَبشِراً