بحر الكامل

كَيفَ القَرارُ لِمُهجَتى وَعُيونُه عَن صَفحَة البيض المَواضى راوِيَه آها لَها مِن مُهجَة ثبت بِها

لَعِب الهَوى بِفؤاد صب نائى وَسَقاهُ كَأس لَوعَة وَعَناء ما بالَه لَزِمَ الهَوى حَتّى غَدا

طابَت نُفوسُ أَولى النَهى بِرَحيق وَتَكامَلَت أَفراحُها بِوَفيق حَيا البَشيرُ بِأُنس أَحمد قائِلا

أَسيافُ جِفنِكَ في الفُؤادِ حداد فَعَلامَ يَبنى كَسرُها المُعتاد أَجفانُها مَرضى وَكَم سَفَكت دَماً

يامَن أَتى لِلقَبرِ يَقرَأ طَرسَه مَهلاً فَلَيسَ كِتابُهُ بِمِداد وَأَعد لَهُ نَظراً فإن حُروفَهُ

يا قَبر فَاِهنَأ بِالَّتي أَحرَزَتها هي درة في الدَرج لاحَت تَسطَع قَد خانَها الدَهرُ المُلَم فَأَصبَحَت

أسفَرتُ عَن جَمالِها فَذَهَلنا وَاِستَفاضَت مِنَ العُيونِ الدُموعُ فَاِتَّقَينا بِالراحَتَينِ ضِياها

ذاتَ حُسنٍ تَسبي النُهى كَم جَهِلنا قَدرَها وَالنِقابَ يَحجِبُ عَنّا مُذ وَفَتِ وَالشُموعُ تَقَرَّبَ مِنّا

لا تَعجَبَن لِآلِ بَيتٍ جودُهُم عَمَّ الأَنامُ وَكَم أَفادَ وُجودَهُم هُم مَعشَرُ أَباؤُهُم وَجُدودَهُم

قَد كادَ مِن كَرَمِ الطِباعِ وَليدَهُم قَبلَ الوِلادَةِ بِالجَميلِ يُنادي وَمَتى اِستَهَلَّ أَطالَ رَبّي عُمرُهُ