بحر الكامل

أمسائل القدر العتيّ محيّرا عن أصله ومجاله ومآله اليوم يغنيك الممات كما مضى

أَسمعتَ أجراسَ الكنائس خُشعَّاً ورأيتَ نور الحبِّ كيف تضوعا اليومُ عيدٌ للبريَّةِ شاملٌ

بوركتَ يا شعبَ الكنانة ثائرا حُراً ويا وطنَ البطولةِ قاهرَا أُزجىِ إليك تحَّيتي من خاطرٍ

لمن النجومُ رقصنَ فوقَ خميلةٍ قُبلاً وأحلاماً تَرف طويلا وخفقنَ ألواناً حملنَ عواطفاً

ألقاكَ في وطني الحبيب الأوَّلِ ولئن تكن قُربى ولم تتَّرحَل لستَ الغريبَ ولستُ عنه مُغربَّاً

الشكرُ يجدر أن يُمثَّل عيدا فرحاً بأحلام الجدودِ جديدا وبكلِّ إرثٍ لا يُجِّررُ ذيلهُ

يا أيها الموتى ويا من خُلدوا في الموت حين الحُّى رهنُ تبابهِ لم يبلغ الغدرُ المشينُ منالهُ

هذي وصيتك النفيسةُ لم تزل أَلقاً تَرَ جرجً في الغمامِ الوادق مُستلهمَ الأحرارِ بين عواصف

يا مالكاً لا عن وراثة شامخٍ بجدوده حين الجدودُ فخارُ بل عن محبة شعبة وخياره

ما كانَ للعمَّالِ يومٌ لم يكن عيدَ الحضارة كُلِّها معدودَا هل قيمةُ الانسانِ إلاّ نفعهُ