بحر الكامل

قُصُّوا الحديثَ عن الفريقِ النّائي وصِفوا لمصرَ مَصارعَ الشُّهداءِ وتداركوا دينَ الجهادِ وفَسِّروا

بَلغتْ مَطيُّكَ أَوّلَ الرُّكبانِ ورَمتْ بَرحْلِكَ أبعدُ الأوطانِ حَدَتِ النَّوى بك أربعينَ عَوابساً

برق بأنباءِ الأحبّة سارِ صَدعَ القُلوبَ وطار بالأبصارِ بلغ المطار به محلّةَ رازحٍ

هذا الدفاعُ وهذه الأجنادُ أَأَمِنتَ أن تتوثَّبَ الآسادُ مِصرُ الطريدةُ هبَّ من أعلامها

أَنتَ المثالُ لِكُلِّ حُرٍّ صادقٍ يأبَى التقلُّبَ في الأُمورِ سبيلا اطلعْ بآفاقِ الكنانةِ هَادياً

قُلْ لِلحُسَيْنِ ولاتَ حينَ ملامِ ماذا جَنيْتَ على بَنِي الإسلام البَيْتُ والحَرمُ المُطهَّرُ مُوجَعٌ

هَتَفَ الدليلُ وسَارَ ركبُ النّيلِ بُوركتما من سائرٍ ودليلِ السُّبْلُ يمُنٌ والرِّكابُ عنايةٌ

مَن كان يُؤثِرُ أن يُجيبَ فقد دعا عبدُ المجيدِ خليفةُ المختارِ لَبُّوا الخليفةَ وَاشْرَعوا لِنُفوسِكم

أعِدِ البناءَ وجدّدِ الميثاقا وخُذِ السّبيلَ مُبادِراً سبّاقا جَدَّ النّضالُ ومن ورائك فتيةٌ

لَبَّيْكَ من حُرِّ المواقفِ عالِ بَهرَ النُّهى بروائعِ الأمثالِ هذا القريضُ سما إليك على يدٍ