بحر المتقارب

أأغفُلُ والدّهرُ لا يغفُلُ وأنسى الّذي شأنُه أعضلُ ويطمعني أنّني سالمٌ

تَضاحكتِ لمّا رأيتِ المشيبَ ولم أر من ذاك ما يُضحِكُ وما زال دَفْعُ مَشيبِ العِذا

رقدتِ وأسهرتِ ليلاً طويلا وحمّلتِنا الحبَّ عِبْئاً ثقيلا وكنتِ تعاصين قول الوشاةِ

عرفتُ ويا ليتني ما عرفتُ فمُرُّ الحياةِ لمن قد عَرَفْ فها أنَا ذَا طولَ هذا الزّما

عمدتَ إليَّ فآيستنِي فأخرجتني من إِسار الطَّمَعْ فكنتُ كسَيْفٍ جُلَنْدِيَةٍ

صَبرتَ ومثلُك لا يجزعُ وناءَ بها صدرُك الأوسعُ وعزّيتَ نفسَك لمّا علم

أَلَم تَسألِ الطّلَلَ الدّارسا وكنتَ به واقفاً حابسا وَقَد كانَ عَهدي به ضاحكاً

ألا حبّذا زمنُ الحاجرِ وإِذ أنَا في الورق النّاضرِ أُجرّر ذيل الصّبا جامحاً

أتتني كما بُلّغتْ مُنيةٌ وأدركتُ من طلب الثّأر ثارا قوافي ما كنّ إلّا الغمام

ذكرتُك في الخَلَوات الّتي شَننتَ بهنّ عليَّ السّرورا وكنت لدَيجُورِهِنّ الصّباحَ