بحر المتقارب

وأَغْرَبُ ما مَرَّ في مَسْمَعِي وأَوقعَني بَينَ غَيٍّ ورُشْدِ قِرَاءةُ قَارٍ دَعَا إذْ تَلاَ

يحنُّ الحبيبُ إِلى رؤيتي وإني إليه أشدُّ حنينا وتهفو النفوسُ ويأبى القضا

نَشَأت بِمَهدي رَفيع الذَرى وَحَولي الظِبا وَأُسد الشَرى وَنادَمت كُل سَخي الوُجو

تَرَكت الجَواهر في بَحرِها وَأَعرَضت عَن وَجهِهِ العابس وَقُلت مِن الوَرد يَعرو الزُكا

ضعفت عَن السَير نَحو الرُبا وَحَث الكُؤس وَشَمّ الزَهر وَطالَعتَ بِالفكر لَوح الوُجو

تزرّدَ من فوقهِ سابِغٌ فوازره من حباب نَظيم وإِنْ مزَّقَ الريحُ تلكَ الظَّلالَ

وأسمعُ تَرْنامَ محدودبٍ طروبِ الأغاريد شجيِّ النديمْ

يُشِيحُ لنا السِحْر عن طَرْفِه فيدنُو بلحظٍ صحيح سَقيمْ

تكادُ إِذا ما شَدَتْ فوقه تُعاجِلُ بالروحِ جسم الرميمْ

تُخَبِّرُني بِالنَجاةِ القَطاةُ وَقَولُ الغُرابِ لَها شاهِدُ تَقولُ أَلا قَد دَنا نازِحٌ