بحر المتقارب

نَعِمتُ زَماناً مَعَ المُترِفينَ وَعِشتُ أَخا ثَروَةٍ موسِرا وَقَضَّيتُ عُمرَ الهَوى بِالوِصالِ

أَأُحرَمُ دَولَتَكُم بَعدَ ما رَكِبتُ الأَماني فَأَنضَيتُها وَمالِيَ ذَنبٌ سِوى أَنَّني

أَتُنكِرُ قَتلي بِأَلحاظِها وَهَذا دَمي في جَلابيبِها فَلِلَّهِ ما اِرتَكَبَت مِن دَمي

أَماطَت لِثاماً وَأَبدَت هِلالاً وَراشَت نِبالاً وَسَلَّت نِصالا وَمَنَّت مُحالاً وَغَنَّت مِطالا

أَيّا عَضُدَ الدينِ يا مَن غَدا لِأَرزاقِنا ضامِناً كافِلا وَمَن هُوَ أَعلى الوَرى هِمَّةً

أَلا يا أَبا الفَرَجِ الأَريَحِيِّ وَيا مَن بِجودِ يَدَيهِ المَثَل وَيا مَن فُكاهَتُهُ لِلجَليسِ

أَطَلتُ وُقوفي عَلى بابِكُم وَما كانَ لي مِنكُم طائِلُ وَأَصبَحَ بي مَجدُكُم حالِياً

فَمَن شَبَّهَ العُمرَ كَأساً يَقِرُّ قَذاهُ وَيَرسُبُ في أَسفَلِه فَإِنّي رَأَيتُ القَذا طائِفاً

فَلا يُضجِرَنكَ اِزدِحامُ الوُفودِ عَلَيكَ وَكَثرَةُ ما تَبذُلُ فَإِنَّكَ في زَمَنٍ لَيسَ فيهِ

لِمَيمونَ وَجهٌ يَسوءُ العُيونَ مَنظَرُهُ الأَسوَدُ الحالِكُ وَحَمّامُهُ مُظلِمٌ بارِدٌ