بحر المتقارب

وَفي دَيرِ مُرّانَ خَمّارَةٌ مِنَ الرومِ في يَومِ شَعنينِها سَقَتني عَلى وَجهِها المُشتَهى

وَفي الشَيبِ لي واعِظٌ لَو عَقِلتُ قَرَعتُ عَلى العُمرِ سِنّي سَنينا تَراني وَقَد عارَضَ العارِضينَ

رُوَيدَكُمُ يا لُصوصُ الشَآمِ فَإِنّي لَكُم ناصِحٌ في مَقالي وَإِيّاكُمُ مِن سَمِيِّ النَبِيِّ

نَتَفتُ السَوادَ مِن العارِضينَ عِندَ الشَبيبَةِ نَتفاً عَنيفا فَلَمّا كَبِرتُ نَتَفتُ البَياضَ

وَعِلقٍ تَعَلَّقتُهُ بَعدَ ما غَدا مِنهُ كُلُّ جَديدٍ خَليعا لَهُ ضَيعَةٌ كُلَّما أَمحَلَت

كَأَنَّ السَماءَ وَقَد أَزهَرَت كَواكِبُها في دُجى الحِندِسِ رِياضُ البَنَفسَجِ مَحمِّيَةً

صِفاتُ القَويضي فَتى مِشرَقٍ يُحارُ لَها العالِمُ الراسِخُ ذَكِيٌّ وَلَكِنَّهُ لاذَنٌ

أَبا الوَحشَ جَمَّلتَ أَهلَ الأَدَب لِأَنَّكَ أَطوَلُ قَومي ذَنب وَكَيفَ تَكونُ صَغيرَ المَحَلِّ

سَرى جَلَدي حينَ سار الحَبيبُ وَفي كَبِدي مِنهُ حَربٌ عَجيبُ غَريبُ الجَمالِ غَريبُ الدِيارِ

هَنيئاً رَضيتُ بِما تَصنَعينَ وَإِن كانَ في الحُبِّ غَيرَ اِستِقامَه أَموتُ بِدائي وَكَرَبِ الهوى