بحر المنسرح

وَشَمْسِ لَيْلٍ طَرَقْتُها فبدا منها صُدودٌ ما كنْتُ أَحْسبُهُ تقولُ مَنْ ذا فَلَسْتُ أَعرِفُهُ

من لم يرَ البَدرَ لا يرى عجبا في ليلةِ التِمِّ إِذ بَدا طَرِبا أَسفر للشمسِ كي يُقبِّلَها

قوامُ غصنٍ كأنَّه أَلِفٌ تُهدي لنا من رُضابها لَهبا باطِنُها مُكْتَسٍ وظاهرُها

الكَأْسُ قطبُ السرور والطربِ فاحظَ بها قبل حاجِزِ النوَبِ أما تَرى الليلَ كيف تكشفُه

عَذَّبْتُها بالمِزاجِ فابتَسمتْ عَنْ بَرَدٍ نَابتٍ عَلَى لَهَبِ كأَنّ أَيدي المِزاجِ قَد سكبت

وبِنت كَرمٍ كأَنَّهاَ لَهَبُ تكادُ مِنها الأَكُفُّ تَلْتَهِبُ تلعبُ في كأسها إِذا مُزِجتْ

وددتُ أنّي بكفِّه قلمٌ أو أنني مدَّة على قَلَمِهْ يأخذني مرَّةً ويلثمني

أَما تَرى اليَومَ كَيفَ جادَ لَنا بِمُستَهَلِّ الشُؤبوبِ منسجمِه يَحكي أَبا الفَضلِ في تَفضُّلهِ

بَدَت عَذارى مُدَّت سَرادِقُها وَأَقسم الحُسنُ لا يُفارِقُها كَواعِبٌ أُخرِسَت دَمالِجُها

الحُبُّ سُكرٌ خِمارُهُ التَلَفُ يُحسِنُ فيهِ الذبولُ وَالدَنَفُ عابوهُ اِذ لجَّ في تَصَلُّفِهِ