بحر الوافر

لمثل اليوم تدَّخرُ الدُّموع وَتُحنَى فوقَ لوعتِها الضُّلوعُ فقَد هدمَ الرَّدى رَيعَ المَعالي

أَظُنُّ البدرَ لمَّا لُحتَ حَارا وَغصُنَ البانِ لَمَّا مِلتَ غارا وأَنَّ الظبَّي منكَ غَضيضُ طَرفٍ

نعم هذي الدِّيارُ فحيِّهُنَّه تَحيَّةَ مُغَرمِ بِطُلولِهُنَّه أَعِرني وَقفةً يا سَعدُ فيها

بِما يتضمَّنُ الطَّرفُ الكَحيلُ منَ الأَسقامِ والخَضرُ النَّحيلُ وما يحويهِ ثغرُكَ من رُضابٍ

لواحظُكَ التي تُصمي البرايا سهامٌ حاجباكَ لها حنايا إذا أَوترتَها ورميتَ عنها

أدارت من لواحِظها كُؤوسا فأَنستنا السُّلافَ الخندَريسا وأبدت خَدَّها القَاني فكُنَّا

نَهاري كُلُّه قلقٌ وفكرُ وليلى كلُّه أرقُ وذكرُ يُقسنِّي الهوَى كمداً وحُزناً

أكلُّ مهذّبٍ طلِق اليدين كأنّ لنا عليه قضاءَ دينِ فصبراً لاعتيادي ما وَصلتم

أَبا اسحاق ياخير الورى ويا ابن السّادة الغرّ الكرامِ ورثتَ أَبا المعمّر بيت مجدٍ

أَفدنا من بني عمر فقلنا لعلَّ الشعر حيثُ مضى أَفادا وجادَ لنا بنو نبهان حتّى