بحر الوافر

بَصُرتُ بِشَيبَةٍ وَخَطَت نَصيلي فَقُلتُ لَهُ تَأَهَّب لِلرَحيلِ وَلا يَهُنِ القَليلُ عَلَيكَ مِنها

أَلا خَبِرٌ بِمُنتَزِحِ النَواحي أَطيرُ إِلَيهِ مَنشورَ الجَناحِ فَأَسأَلَهُ وَأُلطِفَهُ عَساهُ

تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا وَتَنحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا وَتَدعوكَ المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ

أَلا حَيِّ العُقابَ وَقاطِنيهِ وَقُل أَهلاً بِهِ وَبِزائِريهِ حَلَلتُ بِهِ فَنَفَّسَ ما بِنَفسي

تُغازِلُني المَنيَّةُ مِن قَريبِ وَتَلحَظُني مُلاحَظَةَ الرَقيبِ وَتَنشُرُ لي كِتاباً فيهِ طَيِّي

يؤرقني بعوضٌ في ليالٍ بها عهدُ الأمان من الشموس تجيءُ إليَّ أفواجاً تغنّي

وناظرِ مُقْلةٍ فيها بياضٌ يُدافع حقَّه أبداً بشك رآه الصيرفيّ فقال هذا

وقالوا بعتَ نفسَك لا بشيء ويُفسخُ بيعُ مغبونٍ بجهل فقلتُ أنا أديبٌ للفقيهِ

أشفُّ الوجدِ ما أبكى العيوناَ وأشفى الدمع ما نكأ الجفونا فيا ابن الأربعين اركبْ سفينا

أرى المُتعلمينَ عليكَ أعدى إذا أعلمتهمْ من كلِّ عادِ فما عند الصغيرِ سوى عقوقٍ