بحر الوافر

أَخٌ لِيَ ما لي مِن يَدَيهِ فِرارٌ وَلا لي إِما غِبتُ عَنهُ قَرارُ رَقيقُ حَواشي البِشرِ أَمّا لِقاؤُهُ

جَفاني مَن كَلِفتُ بِهِ لِذَنبِ وَما يَخلو الجَوادُ مِنَ العِثارِ فَحينَ لَقَيتُهُ وَجهاً بِوَجهٍ

نَسيمٌ كَالرِضا مِن حَيثُ وافى تَلَقّاهُ نَدى كَالإِعتِذارِ وَأَطيارٌ فَواخِتُها تُغَنّي

عَبَرتُ بِلَحظي عَلى دارِهِ لِأَحظى بِرُؤيَةِ آثارِهِ فَأَقبَلَ مُرتَدِياً بِالصِبا

رَغيفي لا سِواهُ عِندَ نَفسي يَقومُ لَها مَقامَ سِماطِ غَيري إِذا اِستَغنَيتُ عَن هَذا بِهَذا

لَنا راحٌ مُشَعشَعَةٌ كَذِكرِك وَرَيحانٌ رَوائِحُهُ كَشُكرِك وَمُلهٍ تُنَظِّمُ النَغَماتِ مِنهُ

وَظَبيٌ مَن شَرى مِنهُ وِصالاً بِنَقدِ خُضوعِهِ أَمِنَ الخَسارَه كَأَنَّ الصُدغَ فَوقَ الخَدِّ مِنهُ

النَيلُ قَد لاحَت عَلى خَصرِهِ مِنطَقَةٌ مِن صيغَةِ البَدرِ فَاِشرَب عَلى مُذهَبِ أَزهارِهِ

وَدَجنٍ مُسبِلِ الأَطنابِ جَونٍ رَبيعِيٍّ لِرَفرَفِهِ اِنتِشارُ أُشَبِّهُهُ وَلَمعُ البرَقِ فيهِ

رَأى وَجدي بِهِ فَزَها وَصَدّا حَبيبٌ لي أُحِبُّ رِضاهُ جِدّا إِذا الحَرَكاتُ هَزَّت مِنهُ عِطفاً