بحر الوافر

ولو أنَّ الهمومَ كلمْنَ جسماً لبانَ عليَّ آثارُ الكُلومِ لفقدِ أخٍ كفقدِ البدرِ لمَّا

مضى وزراؤكمْ موتاً وقتلاً ولم يَكُ منهمُ في ذاكَ حيلَهْ وعاش وزيرُكمْ هذا زماناً

كفَى حَزَناً بأن تمضي الليالي وليس إِلى لقائكُمُ سبيلُ أعيشُ تجلُّداً وأموتُ شوقاً

ألم تَرني أبحتُ حَريمَ مالي مباحَ الهَجْرِ محظورَ الوِصَالِ هواهُ أقرَّ بالمكروهِ عيني

لَعمرُكَ ما أُغِبُّكَ عن فُتورٍ بوُدِّكَ أو قصورٍ عن هَواكا ولكنّي استنبتُ ضميرَ قلبي

يُخوِّفُنِي فراقُكَ وهو مِمَّا هممتُ بهِ على حَبْلِ الذِراعِ رويدَكَ فالسُلوُّ له دَواعٍ

إِذا ما لم تكنْ ملكاً مُطَاعَاً فكنْ عبداً لخالقِه مُطِيعَا وإِن لم تملكِ الدنيا جميعاً

حُرِمْتُكِ إذ رُزِقْتُكِ بعدَ حِرْصٍ كذاكَ يكون حِرمانُ الحريصِ وقُمتِ عليَّ بالغالي ولكن

ألمْ تَرَ أَنّ جُنْدَ الوردِ وافَى بصُفْرٍ من مَطارفِهِ وحُمْرِ أتَى مستلْئِماً في الشوكِ منهُ

أقولُ لهُ وأنضاءُ المِهارِ طلائحُ قد ونينَ من السِّفَارِ تعزَّ أخا العُرَيْبِ فما بنجدٍ