بحر الوافر

بأهل اسكندرية بعض ما بى من الأحزان للثغر المصاب أدار هواي ما قلبي بناس

له مالٌ وليس له رشادٌ متى أغنى الثراء عن الرشادِ فإن يك جيبهُ أضحى غنيّا

أبا شادي وأنت فتىً طروبٌ أسيرُ العين في قلب طليق تذكرني وهل أنسيتُ يوما

وداعا للرمالِ وللمغاني وداعا للملاحة يا صديقي أتذكر كيف كان الموج يجرى

سكنت إلى النوى ونسيت صبّا نحيلاً كاد يقتلهُ الحنينُ فلما لم يجد في الحب صبراً

سلوا برلين عمن حلّ فيها يفتّتُ كبده المرض العنيد مضى يستوهب الأيام عمراً

ولما صار ود الناس ختلا وأوحش ربعهم من بعد أنسِ ولم أظفر على جهدى بحر

تجمّل بالسماح ودع ملامي وكن عون المحب المستهامِ ففي أسيوط لو تدرى حبيب

أتاني بعدَ فرقتنا سلامٌ فكيفَ وعذَّلي حولي أتاني تقولُ أأنت لا تنفكُّ حياً

تمرّ مصيبةٌ وتجيء أخرى وترحل غمة وتحلّ غمهْ كأن الحزن مكتوب علينا