بحر الوافر

شبابَ مُحمّدٍ سيروا سِراعا ولا تَدَعُوا الكِفاحَ ولا القِراعا رأيتُ النّصرَ أمراً مُستطاعا

أَهابَ الحقُّ فاسْتَبِقوا كِراما وَهُزُّوا الأرضَ بأساً واعْتزاما كَفَى بِكتابكم يا قومُ نُوراً

صِلُوا إخوانكم واقضوا الذّماما وبُلّوا من جوانحنا الأَواما رُوَيْداً بالقلوبِ بَنِي أبينا

جَرَى سعداً ومرَّ بنا يمينا قدومُكَ يا أعزَّ القادمينا تتابعتِ البشائرُ مُؤذناتٍ

وجدنا الحقَّ عندكَ والصّوابا فجئنا نُنصِفُ الوطن المُصابا عَطفتَ عليه مُسْتَلَباً جريحاً

أَتنامُ عَينُكَ والعُيونُ سُهادُ ويقَرُّ جنبُكَ والجُنوبُ قَتادُ قُمْ للدّفاعِ فما لقومكَ مُنْصِفٌ

أَمِنكَ الذّكرُ يعصِفُ بالقُلوبِ ويقذفُ بالمضاجعِ والجُنوبِ لأَنْتَ على رُكودِك مُستطيرٌ

أَتسألُ مِصرُ ما حَملَ العميدُ وهل عند الرُماةِ لها جديدُ هو السَّهمُ الذي عَرَفَتهُ قِدماً

لَهانَ على نُعاتِكَ أن نُصابا وإن فزِعوا لخطبك حين نابا رموا بصواعقِ الأنباءِ تهوي

أعن خطبِ الخلافةِ تسألينا أجيبي يا فَروقُ فتىً حزينا هَوىَ العرشُ الذي استعصمتِ منه