بحر الوافر

عبادة مريمٍ في الأرض كانت مبرأةً من النقص المعاب كنور الشمس لا يزراه شينٌ

وعدت فأوفِ يا قاضي الأنامِ ويا نورَ الغياهِبِ والظلامٍ فقد آنَ الوفاءُ بما عهدنا

دهاني من كلفت به صغيراً أنزِّهُهُ عن الفعل القبيحِ فكان معي كعيسو مع أخيه

عجيبٌ أنك العذراء حبلى برب قد تعالى في العجائب ولدتيه وربيتيه طفلاً

مشايخُنا مصابكمُ عظيمُ وصبركمُ لدى الجُلَّى جسيمُ لأنكمُ جبالٌ راسياتٌ

أرى الشيطان يرمينا بحربٍ تُشيبُ الطفلَ من قبل المشيبِ وليس عليه لومٌ إذ رآنا

وقائلةٍ وذمةِ ملءُ فيها أما أنت المزمَّلُ بالخَطاءِ فقلت نعم ولكن لي رجاءٌ

سموت الأنبيا يا بكر علماً لكشف رموزهم في من ولدتِ وفقت الرسل والأبرار طرّاً

مقام مريمَ في العياء منفردٌ فوق الملائك من دانٍ ومن قاصِ وفوق كل نبيٍّ مرسلٍ رفعت

رأيت اللَه حل بكل قلبٍ وديعٍ زيدَ فضلاً في الحواشي وقلب الخَبِّ مأوى كل شرٍّ