بحر الوافر

سَرى بَرقُ المَعرّةِ بَعدَ وَهنٍ فَباتَ بِرامة يَصِفُ الكلالا شِجار كباً وَأَفراساً وَإِبلا

أَقول لِجارَتي وَالدَّمعُ جارٍ وَلي عَزم الرَّحيل إِلى الدِيارِ ذَريني أَن أَسيرَ وَلا تَنوحي

بَلاءٌ لَيسَ يُشبِههُ بَلاء عَداوَة غَير ذي حَسَب وَدينِ يُبيحك مِنهَ عرضاً لَم يَصنهُ

جميعي حينَ أذكركُم شجونُ وكلّي حينَ أبكيكم عيونُ وأنتم غايةُ الآمالِ عندي

تتابعتِ الذُّنوبُ فابهظتني وولَّى العمرُ واقتربَ الحِمامُ وما مِن مهربٍ في الأرضِ مُنجٍ

براني اللُه حينَ برا لِحيني أحَبَّ الحُسنِ لا يُشنَي بِشينِ وأعلى هِمّتي حتّى اغتدت بي

ألا زارت سُحيراً وهي سَكرى وقد كادت عيونُ اللّيلِ تكرىَ بدت بدراً فقلتُ لها احتجاجاً

أُحبُّ الغادةَ الحسناءَ ترنُو بمقلةِ جُؤذرٍ فيها فُتور ولا أصبو الى رشأٍ غريرٍ

أما وَبَياضِ مَبْسِمِكَ التَّقيِّ وَسُمْرَةِ مِسْكَةِ اللَّعَسِ الشَّهِيِّ وَرُمَّانٍ مِنَ الْكافورِ تَعْلُو

أَماناً أَيُّها الْقَمَرُ الْمُطِلُّ عَلَى جَفْنَيْكَ أَسْيافٌ تُسَلُّ يَزيدُ جَمالُ وَجْهِكَ كُلَّ يَوْمٍ