بحر الوافر

أَتَيتُ فَما حَظيتُ لِسوءِ بَختي بِخِدمَةِ سَيِّدي وَرَجعتُ خائِب إِمامٌ ما تَيَمَّمناهُ إِلّا

أَجِدكَ ما تَزالُ بِكَ الرَواحِل تَنَقَّلُ في الهَواجِرِ وَالهَواجِل إِذا أَمسَيتَ في بَلَدٍ غَريباً

سَرى وَاللَيلُ مُزوَرُّ الجُنوبِ وَقَد دَنتِ الثُرَيّا لِلغُروبِ وَمَدَّت كَفَّها الجَذما قَليلاً

أَبُثُّكَ يا صَفِيَّ الدينِ حالي وَلا يُشكى إِلى غَيرِ الكِرامِ أَيَقتُلُني ظَمايَ وَأَنتَ جاري

وقالوا قد صددت وملت عنا فقلت أبيت تكرار المحال أنفت من الوداد إلى إناس

إذا ما بات من ترب فراشي وبتُّ مجاور الرب الكريم فهنوني أصيحابي وقولوا

أَرى شَأنَيكَ شَأنهُما اِنبِجاسُ تَجَنَّبَ مُقلَتَيكَ لَهُ النُعاسُ تُداوي داءَ شَوقِكَ بِالأَماني

أَطاعَتكَ الذوابلُ وَالشِفارُ وَلَبّى أَمرَك الفَلكُ المُدارُ بِبُشرى مِثلَما اِبتَهَجَت رِياضٌ

مَشت كالغُصن يَثنِيه النسيمُ ويعدُوه النسيم فيستقيمُ لها رِدفٌ تعلّق في لطيفٍ

وَلا تُنسَب إِلى كِبر فَهَذا أَبوك الترب يَخفِضُك اِنتِسابا وَلا تَصحَب أَخا كِبرٍ وَقدِّم