بحر الوافر

وأحْمقَ زَنَّ ذا عقْلٍ بحُمْقٍ فقلتُ لهُ رُوَيْدَكَ يا حِمارُ يرى الخفَّاشُ أنَّ الصُّبْحَ ليلٌ

أقولُ وقد تَولَّى الأمْرَ حَبْرٌ وَليٌّ لم يَزلْ بَرّاً تَقِيَّا وقد كُشِفَ الظَّلامُ بمسْتضيءٍ

بَدا ضوْءٌ وليسَ من الصَّباحِ فأشْرَقَ في المخادِعِ والبَراحِ عشَتْ لسناهُ شمس الصُّبحِ حتى

وركْبٍ كالصُّقور سَروْا بليلٍ لهُمْ بالسَّهْبِ مُكْثٌ واعْتِكارُ كأنَّ ركابهُمْ ظِلْمانُ قَفْرٍ

تميسُ الدولةُ الغَرَّاءُ تيهاً وقطْبُ الدين فارسُها الهُمامُ جَريءٌ عند مُختلفِ العَوالي

هَنيئاً للْمَواسِمِ والتَّهاني إذا ما حانَ فطْرٌ أو صِيامُ طويلُ بَقائكَ النَّضِرِ المُرَجَّى

هنيئاً للمَناقِبِ والمَعالي إذا عُدَّ المكارِمُ والكِرامُ بَقاءُ أغَرَّ تَحْسُدُ حالَتَيْهِ

يَسوسُ الأمْر وجْبَتُه ضَجاجٌ ولا نَزَقٌ يَشينُ ولا اصْطخابُ ويبْسِمُ والخطوبُ مُكَلِّحاتٌ

هو الطَّوْدُ المُنيف وكلُّ خطْبٍ يَروعُ سِواهُ ريحٌ بلْ نَسيمُ يزيدُ وَقارَهُ طيشُ اللَّيالي

بَكَيتُ أَسىً وَحَقَّ عَلى التَصابي وَأَيّامُ الشَبابِ بُكاءُ عَيني زَمانُ خَلاعَةٍ أَصبَحَت مِنهُ