بحر الوافر

وقَفْنا في ديارِ بني عَديٍّ وتلكَ ديارُ مُخلِفَةِ الظُّنونِ فلو تسطيعُ مقدرةً لصارتْ

متى أرجو مُسالَمَةَ الهُمومِ وآملُ صِحّةَ الجِسمِ السّقيمِ وكرُّ الحادثاتِ عليَّ تَجني

مَحَلَّ الحَيِّ مالك لا تَبِينُ متى دُفع الظعائنُ والقَطِينُ شَجيتُ بغصَّةٍ كمنتْ زفيراً

بكركرَ من جِبالِ الرومِ شُمٌّ تَراها للنّجومِ مُصافِحاتِ وهَبنا لا نخافُ الرّومَ فيها

أقَلَّ اللهُ خَيركَ من زَمانِ يُعَدُّ العِيُّ فيهِ من البَيانِ همومُكَ ليسَ تعرِفُ غيرَ قَلبي

وما زالتْ غُواةُ بَني عَديٍّ تُضيْعُ حقوقَنا فيما تُضيعُ أذِيَّتُهُمْ مُحرَّمَةٌ علينا

تأَمل أَيُّها الطَّرْفُ المُعَارُ أَعيشٌ في لحاظِكَ أَم صوارُ وكنا قبلُ نَسأَلُ أَنْ نراها

تُعَرى كلُّ أرضٍ من فتاها ولا تَعرى المعرّةُ من نَجيبِ تردَّينا إليها كلَّ جَفنٍ

أقِمْ في القولِ من نفسي دَليلا فإن الصدقَ ما زرعَ القَبولا وأكدارُ المشاربِ ليسَ تَشْفي

ظَفِرنا من عداتِكِ بالخِداعِ ومن عَقدِ المواثِقِ بالضياعِ ولو شاوَرتني في غَيرِ لُبّي