بحر الوافر

أَلَيسَ مِنَ العَجائِبِ أَنَّ مِثلي يُقامُ لِأَحمَدَ بنِ أَبي العَلاءِ وَلي نَفسٌ أَبَت إِلّا اِرتِفاعاً

وَلَيلٍ في كَواكِبِهِ حِرانٌ فَلَيسَ لِطولِ مُدَّتِهِ اِنقِضاءُ عَدِمتُ مَحاسِنَ الإِصباحِ فيهِ

فَإِن يَكُ عَن لِقائِكَ غابَ وَجهي فَلَم تَغِبِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ وَلَم يَزَلِ الثَناءُ عَلَيكَ يَترى

وَذي جِدَةٍ طَلَبتُ إِلَيهِ بِرّاً مِنَ الجُلَساءِ مَذمومِ الخَلائِق فَأَقسَمَ إِنَّهُ رَجُلٌ فَقيرٌ

أَرى الأَعيادَ تَترُكُني وَتَمضي وَأَوشّكَ أَنَّها تَبقى وَأَمضي عَلامَةُ ذاكَ شَيبٌ قَد عَلاني

لَقَد أَصبَحتُ في بَلَدٍ خَسيسٍ أَمُصُّ بِهِ ثِمادَ الرِزقِ مَصّا إِذا رُفِعَت مُسَنّاةٌ لِوَغدٍ

وَأَغيدَ لَيِّنَ الأَعطافِ رَخصٍ كَحيلِ الطَرفِ ذي عُنقٍ طَويلِ تَرى ماءَ الشَبابِ بِوَجنَتَيهِ

إِذا أُخبِرتَ عَن رَجُلٍ بَريءٍ مِنَ الآفاتِ ظاهِرُهُ صَحيحُ فَسَلهُم عَنهُ هَل هَوَ آدَمِيٌّ

أَرى أَهلَ اليَسارِ إِذا توفوا بَنوا تِلكَ المَقابِرَ بِالصُخورِ أَبَوا إِلّا مُباهاةِ وَفَخراً

وَخَيَّرَها أَبوها بَينَ شَيخٍ كَثيرِ المالِ أَو حَدَثٍ فَقيرِ فَقالَت خُطَّتا خَسفٍ وَما إِن