بحر الوافر

وَلَيلٍ أَسوَدِ الجِلبابِ داجٍ كَفَرعِ الخودِ أَو عَينِ الغَزالِ كَأَنَّ كَواكِبَ الجَوزاءِ فيهِ

أَلا إِنَّ القَناعَةَ خَيرُ مالٍ لِذي كَرَمٍ يَروحُ بِغَيرِ مالِ وَإِن يَصبِر فَرِنَّ الصَبرَ أَولى

وَجامِعَةٍ لِأَصنافِ المَعاني صَلَحنَ لِوَقتِ إِكثارٍ وَقِلَّه فَمِن أَدَمٍ وَرَيحانٍ وَنُقلٍ

جَرَيتَ لِعارِضٍ غَيثِ اللَيالي تَحالَكَ لَونُهُ فَاِبيَضَّ جُلُّه وَصِرتَ تَقُصُّ ما يَبيَضُّ مِنهُ

نَسيمي مِنكِ حينَ جَرى شَمالٌ وَقَد تَجري جَنوباً مِن نَداكا

قَصَرتُ يَدَ الشِتاءِ بِحَرِّ جَمرٍ وَأَختِ الجَمرِ صافِيَةِ الرَحيقِ تَرى نَبذَ الرَمادِ بِوَجنَتَيهِ

شَرِبنا وَالنُجومُ مُغَفَّراتٌ تَمُرُّ كَما تَصَدَّعَتِ الزُحوفُ وَقَد أَصغَت إِلى الغَربِ الثُرَيّا

يَقومُ بِقامَةٍ كَنَواةِ قَسبٍ وَيَنشُرُ لِحيَةً مِثلَ الشِراعِ عَلَيهِ عَمامَةً قَصُرَت وَدَقَّت

ثَوى في حُفرَةِ العاناتِ يُمنٌ تَغَلغَلَ في المَنازِلِ وَالرِباعِ وَإِن تَهوَ البِقاعَ فَلَيسَ غَرواً

إِنِ اِجتَمَعَ الفَريقُ فَلا اِفتِراقٍ أَوِ اِفتَرَقَ الجَميعُ فَلا اِجتِماعِ عَلى أَنَّ الجَميعَ إِلى فَناءٍ