بحر الوافر

وَما في الأَرضِ أَشقى مِن مُحِبٍّ وَإِن وَجَدَ الهَوى حُلوَ المَذاقِ تَراهُ باكِياً في كُلِّ وَقتٍ

أقول لصاحبي وسلياني وغرهما سكون حمى جبيني تسلو بالتعزي عن أخيكم

جعلت فداك قد طال اشتياقي وليس تزيدني إلا مطالا كتبت إليك استدعى نوالاً

فإن تكن القلوب إذن تجازي وأسلك في الهوى سنناً سويا فما لي أهون الثقلين جمعاً

فلا تهجر أخاك بغير ذنبٍ فإن الهجر مفتاح السلو إذا كتم الخليل أخاه سراً

إذا زار الحبيب أثار شوقاً تفتت من حرارته العظام ورواني بعينيه مداماً

جعلت فداك لم يخطر ببالي حضور البين ألا مذ ليالي فقد وهواك زادني اشتياقاً

علام وقد أذبت القلب شوقاً تصد وقد عزمت على ارتحال ولم أك قبل ذاك أتيت ذنباً

نصحت لكم حذاراً أن تعابوا فعاد علي نصحكم وبالا فإن تك قد مللت فلا تخني

بدأت بموعدٍ ورجعت عنه وكنت أعد وعدك من عطائك ولم تزل الخواطر عنك تنبي