بحر الوافر

أَما لَو لَم تُعاقِرهُ العُقارُ عُقارَ الشَوقِ ما زَجَهُ الوَقارُ وَقَفنا نَغصِبُ الأَجفانَ ماءً

أَما ذُعِرَت بِنا بَقَرُ الخُدورِ وَغِزلانُ المَنازِلِ وَالقُصورِ عَشِيَّةَ ما التَفَتنَ عَلى رَقيبٍ

أَتوا بِمَخالِبِ الآسادِ سُلَّت بَراثِنُها وَأَشلاءِ الجُلودِ وَأَيُّ مُمَنَّعٍ يَأبى عَليهِم

أَرى بَغدادَ قَد أَخنى عَليها وَصَبَّحَها بِغارَتِهِ الجَليدُ كَأَنَّ ذُرى مَعالِمِها قِلاصٌ

أَلا مَن يُمطِرُ السَنَةَ الجَمادا وَمَن لِلجَمعِ يُطلِعُهُ النِجادا وَمَن لِلخَيلِ يُقبِلُهُنَّ شُعثاً

تَفوزُ بِنا المَنونَ وَتَستَبِدُّ وَيَأخُذُنا الزَمانُ وَلا يَرُدُّ وَأَنظُرُ ماضِياً في عَقبِ ماضٍ

لَحَيّا عَهدَهُنَّ حَيا العِهادِ نَدىً يَغتَصُّ مِنهُ كُلُّ نادِ وَأَطلالاً يُطَلُّ الدَمعُ فيها

أُعيذُكَ مِن هِجاءٍ بَعدَ مَدحِ فَعُذني مِن قِتالٍ بَعدَ صُلحِ مَنَحتُكَ جُلَّ أَشعاري فَلَمّا

تَخَطَّينا الصُفوفَ إِلى رِواقٍ تَحَجَّبَ بِالصَوارِمِ وَالرِماحِ وَحَيَّينا عَظيماً مِن قُرَيشٍ

أَغارُ عَلى ثَراكَ مِنَ الرِياحِ وَأَسأَلُ عَن غَديرِكَ وَالمَراحِ وَأَجهَرُ بِالسَلامِ وَدونَ صَوتي