بحر الوافر

أَلا لِلَّهِ بادِرَةُ الطِلابِ وَعَزمٌ لا يُرَوَّعُ بِالعِتابِ وَكُلُّ مُشَمِّرِ البُردَينِ يَهوي

أَلانَ جَوانِبي غَمزُ الخُطوبِ وَأَعجَلَني الزَمانُ إِلى المَشيبِ وَكَم يَبقى عَلى عَجمِ اللَيالي

أَرابَكِ مِن مَشيبي ما أَرابا وَما هَذا البَياضُ عَلَيَّ عابا لَئِن أَبغَضتِ مِنّي شَيبَ رَأسي

خُطوبٌ لا يُقاوِمُها البَقاءُ وَأَحوالٌ يَدِبُّ لَها الضَراءُ وَدَهرٌ لا يَصُحُّ بِهِ سَقيمُ

تُعَيِّرُني فَتاةُ الحَيِّ أَنّي حَظيتُ مِنَ المُروءَةِ وَالفَتاءِ وَأَنّي لا أَميلُ إِلى جَوادٍ

أَيا لِلَّهِ أَيُّ هَوىً أَضاءَ بَريقٌ بِالطَوالِعِ إِذ تَراءى أَلَمَّ بِنا كَنَبضِ العِرقِ وَهناً

بَهاءُ المُلكِ مِن هَذا البَهاءِ وَضَوءُ المَجدِ مِن هَذا الضِياءِ وَما يَعلو عَلى قُلَلِ المَعالي

وليلٍ بِتُّ أُسْقاها سُلافاً مُعَتَّقَةً كلَوْنِ الجُلَّنارِ كأنّ حَبابَها خَرَزَاتُ دُرٍّ

مِنَ الغُرِّ الكِرامِ بَني سِنانٍ لَوَ أَنَّكَ تَستَضيءُ بِهِم أَضاؤوا هُمُ حَلّوا مِنَ الشَرَفِ المُعَلّى

فَلَو أَنّي بُليتُ بِهاشِمِيٍّ خُؤولَتُهُ بَنو عَبدِ المَدانِ صَبَرتُ عَلى عَداوَتِهِ وَلَكِن