بحر الوافر

لَقَد رَحَلَ اِبنُ موسى بِالمَعالي وَسارَ بِسَيرِهِ العِلمُ الشَريفُ وَتابَعَهُ الهُدى وَالدينُ كُلّاً

سَيَبكي البَمُّ مِن جَزَعٍ عَلَيهِ وَتَبكيهِ المَثالِثُ وَالمَثاني وَتَثكِلُهُ القِيانُ وَحافِظوها

أَفيقي مِن مَلامِكِ يا ظَعينا كَفاكِ اللَومَ مَرُّ الأَربَعينا أَلَم تَحزُنكِ أَحداثُ اللَيالي

هَناكُم أَنكُم قَومٌ كِرامُ وَأَنَّ النَومَ بَينَكُمُ طَعامُ أَتاكُم زائِرٌ فَأَجَعتُموهُ

تَوَلّى طاهِرٌ مِن بَعدِ أَن قَد أَقامَ فَلا يُسامُ وَلا يَسومُ وَأَبقى بَعدَهُ فينا ثَلاثاً

هَدايا الناسِ بَعضِهِمُ لِبَعضٍ تُوَلِّدُ في قُلوبِهِمُ الوِصالا وَتودِعُ في الضَميرِ هَوىً وَوُدّاً

تَلاشى أَهلُ قُمٍّ فَاِضمَحَلّوا تَحُلُّ المُخزِياتُ بِحَيثُ حَلّوا وَكانوا شَيَّدوا في الفَقرِ مَجداً

أَرُدُّ الطَرفَ مِن حَذَري عَلَيهِ وَأَمنَحُهُ التَجَنُّبَ وَالصُدودا وَأَرصُدُ غَفلَةَ الرَقَباءِ عَنهُ

وَموقَرَةٍ بِثِقلِ الماءِ جاءَت تَهادى فَوقَ أَعناقِ الرِياحِ فَجاءَت لَيلَها سَحّاً وَوَبلاً

كَأَنّي حينَ تَرتَحِلُ المَطايا عَلى فَيحاءَ ناشِرَةٍ جَناحا لِبَحرٍ تَقصُرُ الأَلحاظُ عَنهُ