بحر الوافر

أراك فلا أَرُدّ الطّرفَ كيلا يكون حجابَ رؤيتِك الجفون ولو أني نظرتُ بكلِّ عين

أَميلُ مع الذِّمام عَلى اِبن أُمّي وَأَقضي لِلصَّديقِ عَلى الشَّقيقِ أُفَرِّق بَين مَعروفي وَمَنّي

بِقَلبي عَن هَوى البيض اِنصِراف وَيُعجِبُني مِنَ السُّمر القِضاف وَإِن لَم أَنتَفِع بِالوُدّ مِنها

فَدَعني راغِماً أَشقى بِوَجدي وَخُذ قَلبي إِلَيكَ بِغَيرِ حَمدِ سَقام لا تَرِقّ عَلَيَّ مِنهُ

هَوى وَغَلَت بِهِ الأَحشاء مِنها إِلى حَيثُ اِستَقَرَّ بِهِ مَداها جَرى وَالماءُ في سَنَن فَلما اِن

وَخِلٍّ كُنتُ عَينَ الرُّشد مِنهُ وَمُستَمِعا إِذا ذَكَروا سَميعا أَطاف بغَيّة فَنهيت عَنها

وَإِنّي في دُعائِك عَن خطوب أَلمّت أَرتَجيك لَهُنَّ آسي كَمُرسِلِ دَعوَة بِفَلاةِ أَرض

وَلكِنّ الجَوادَ أَبا هِشام وَفِيُّ العَهدِ مَأمونُ المَغيبِ بَطيءٌ عَنك ما اِستَغنَيتَ عَنهُ

لَقَد جِئتُ الطَبيبَ لِسُقمِ نَفسي لِيَشفيها الطَبيبُ فَما شَفاها فَأُقسِمُ جاهِداً لَوَدِدتُ أَنّي

وَراضي القَلبِ غَضبانِ اللِسانِ لَهُ خُلقانِ ما يَتَشابَهانِ يُسِرُّ مَوَدَّتي وَيُطيلُ غَيظي