بحر الوافر

أَرى حُسنَ البَقاءِ لِمَن يُرَجّي فَلاحاً أَو بِهِ رَجُلٌ يَعيشُ وَما أَمدي وَلا أَمَّلي بِسامٍ

أَنَعشٌ في السَماءِ وَذاكَ أَمرٌ يَدُلُّ عَلى هَلاكِ بَناتِ نَعشِ أَلَم يَتَبَيَّنوا الخَطبَ المُوارى

أَلَم تَرَ طَيئاً وَبَني كِلابٍ سَمَوا لِبِلادِ غَزَّةَ وَالعَريشِ وَلَو قَدِروا عَلى الطَيرِ الغَوادي

رُكوبُ النَعشِ وافى بِاِنتِعاشِ أَراحَ مِنَ التَعَثُّرِ رِجلَ عاشِ أَلَم تَعجَب مِنَ الشَيخِ المُعَنّى

تَنَكَّرَ صالِحٌ فَضَبابُ قَيسٍ ضَبابٌ يَتَّقينَ مِن اِحتِراشِ فَقَد ظَعَنوا وَما زَجَروا بِصَوتٍ

غَنينا في الحَياةِ ذَوي اِضطِرارٍ كَطَيرِ السِجنِ أَعوزَها الخَلاصُ تُصيبُ القَومَ مِن نُوَبِ اللَيالي

وَقَعنا في الحَياةِ بِلا اِختِيارٍ وَخالِقُنا يُعَجِّلُ بِالخَلاصِ رَكِبنا فَوقَ أَكتادِ اللَيالي

لَقَد حَرَصوا عَلى الدُنِّيا فَبادوا فَلا تَكُ في الحَياةِ مِنَ الحِراصِ وَأَودِعهُم عَلى كُرهٍ ثَراهُم

أَما وَاللَهِ لَو أَنّي تَقيٌّ لَما آخَيتُ مِثلَكَ وَهوَ قاضِ وَلَكِن بِتُّ شَرّاً مِنكَ فِعلاً

رِياضُكِ غَيرُ دائِمَةٍ فَرَوضي نَوافِلَ بَعدَ اِحكامِ الفُروضِ أَقارِضُكِ الشَهادَةَ غَيرَ بَرٍّ