بحر الوافر

نَصيبي مِنكِ لَومُ العاذِلاتِ وَهِجرانٌ بَلَغتِ بِهِ أَذاتي رَأَيتُ الغانِياتَ يَرَينَ غُنماً

عَمِلنا في المُقامِ كَما أَمَرتا وَأَخَّرنا الرَحيلَ كَما أَشَرتا عِداتٌ أَعقَبَت نَدَماً طَويلاً

وَذي ثِقَةٍ تَبَدَّلَ حينَ أَثرى وَمِن شِيَمي مُراقَبَةُ الثِقاتِ فَقُلتُ لَهُ عَتَبتَ بِغَيرِ جُرمٍ

وَقالوا ما الَّذي يُرضيكَ مِنهُ وَأَنتَ تَقولُ لا تُطِلِ السُكوتا فَقُلتُ رِضايَ في الإِحسانِ عَنهُ

أَلَم تَرَني بُليتَ بِشَرِّ قَومٍ أَمَلُّ إِذا لَقيتُهُمُ حَياتي إِذا المُغتَرُّ لاحَ لَهُم بَدَوهُ

سَأَرحَلُ عَنكَ مُعتَصِماً بِيَأسٍ وَأَقنَعُ بِالَّذي لي فيهِ قوتُ وَآمُلُ دَولَةَ الأَيّامِ حَتّى

أَخٌ لي مِن سَراةِ الفُرسِ قَضَّت يَداهُ عُظمَ مَأرُبَتي وَحاجي كَفاني بَحرُهُ العَذبُ المُصَفّى

دَواعي الحينِ سُقنَ إِلى نَجاحِ رُكوبَ البَغيِ لِلأَجَلِ المُتاحِ وَلَو نُصحاً أَرادَ لَكانَ فيهِ

رَأَيتُكَ يا أُخَيَّ تُطيلُ هَزّي وَتَحريكي بِمَنطِقِكَ القَبيحِ وَلَستَ بِثابِتٍ فيهِم فَتُهجى

نَجيئُكَ عائِدينَ وَكانَ أَشهى إِلَينا لَو تُزارُ وَلا تُعادُ قَدَرتَ عَلى المَكارِمِ لا اِنتِقاصٌ